مقدمة في الكتاب المقدس

نَبدَأُ هُنا رحلَةً في الكِتَابِ المُقَدَّس، التي وإن كانَت مُنَظَّمَةً، ولَكِنَّها عَمَلِيَّةٌ أيضًا، نتجوَّلُ فِيها عبرَ أسفَارِ الكِتابِ المُقَدَّس السِّتَّة والستِّين، إبتِداءً من سفر التَّكوِين حتَّى سِفرِ الرُّؤيا. وسوفَ نتعلَّمُ عَن وَحِي كَلِمَةِ اللهِ التي دَوَّنَها حوَالَي أربَعُونَ رَجُلاً، مِن شَتَّى مَيادِينِ الحَياة، في حَقبَةٍ تُناهِزُ الألف وخمسمائة عام. والحَقَائِقُ التي سنَكتَشِفُها تَقِدرُ أن تُصَحِّحَنا، وأن تَقُودَنا إلى الطَّريقِ المُستَقِيم، وأن تُؤَهِّلَنا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ عندَما نَكُونُ مُستَعِدِّينَ للطَّاعَة.

علينا أن نَفهمَ كَيفَ تَكَوَّنَ الكِتَابُ المُقَدَّس، ولِماذا أعطانا اللهُ إيَّاهُ. كُلُّ الكِتَاب لَهُ أربَعَةُ مَقاصِد رَئيسيَّة… وجَميعُها تُشِيرُ إلى يسُوع. هذه المَقَاصِد الأربَعَة هِي: (1) تَقديم يسُوع كمُخَلِّص وفَادِي العَالم. (2) تَزويدنا بالإطَار التَّارِيخِيّ الذي فِيهِ جاءَ يسُوع. (3) قِيادَة غَير المُؤمِن إلى الإيمانِ بِيَسُوع. (4) تَبيَان كَيفَ يُريدُنا اللهُ أن نَعيشَ كَمُؤمِنين.

تتطَلَّبُ دِراسَةُ الكِتاب المُقَدَّس وتَطبيقُ حَقائِقِهِ على الحَياة عَملاً وجُهدًا. فَدِراسَةُ الكِتَابِ المُقَدَّس الفعَّالَة هي عَمَلِيَّة ذات ثلاثَة أوجُه: المُلاحَظة، التَّفسير، والتَّطبيق. بِكَلِمَاتٍ أُخرى، نَطرَحُ على أنفُسِنا الأسئِلة الثَّلاثَة التَّالِيَة: “ماذا يَقُولُ؟” “ماذا يَعني؟” و “ماذا يَعنِي لِي؟” أوَّلُ سِفرٍ من أسفَارِ الكِتاب، التَّكوين، يُسَاعِدُنا على فَهمِ عالَمِنا وأنفُسِنا، كما قُصِدَ لَنا أن نَكُون، وكما نحنُ علَيهِ الآن.